22‏/12‏/2017

قراءة مغايرة لـ دابادا / سما العبيدي

قراءة تأويلية مغايرة لـ(دابادا)
سما العبيدي
لازالت رواية (دابادا) للكاتب العراقي الراحل حسن مطلك، تشبه اللغز بالنسبة للكثيرين، وهذه من سمات الأعمال الأدبية الفريدة القابلة لتعدد القراءات والتأويلات، وها أنا هنا، أحاول، مثل غيري، ممن بهرتهم هذه الرواية، أن أجتهد وأطرح قراءتي التأويلية المغايرة لها، بشكل مكثف ومباشر، قدر الإمكان، وما هذه القراءة في النهاية، إلا وجهة نظر أخرى في هذا العمل الأدبي المدهش والمحير في الوقت نفسه.
عنوانها: دا با دا (داء الروح الفرد أو دائرة الروح الرداء) دائماً.
با (باب) با: في الكتب الدينية هي روح حرة، كانت توصف بالصقر الذي يرتفع في السماء عند وفاة الشخص (وهنا نذكر بأن اسم إحدى أبرز شخصيات الرواية هو شاهين، وهو اسم للصقر، والذي يعرف أحياناً بالصقر الجوال)، أو أن هذه الروح بهيئة حشرة، وأيضاً في المعتقدات المصرية كانت تمثل الروح المرتبطة بجسد الإنسان ويمكنها الرجوع إليه.
أي أن الكاتب قد أشار إلى الروح كباب للولوج إلى مكنونات نفس الإنسان ، وأيضا أن الجسد البشري، هو داء الروح دائماً، وقد أشار إلى ذلك بمقطعين في الرواية.
إن رواية (دابادا) هي رواية رمزية معقدة، تدعوا قارئها إلى التريث في كل جملة، وفي تقديري إنها تنتمي إلى أدب (الديستوبيا) مما يجعل منها رواية مخيفة للقارئ الذي فهم ما أشار له الكاتب وما دعى إليه في بعض نصوصه... ودابادا هي عبارة عن حلقة تتكون من عدة نقاط، وكل منها تمثل نقطة انطلاق للحدث الذي يليه، لذلك نجد أكثر من مرة تكراراً للحدث مع اختلاف في جملة واحدة فقط قبل الحدث. كما استعان الكاتب برموز كثيرة، وكل رمز يشير إلى شيء معين.. قد يكون شخصية سياسية أو رمز ديني أو عدة ذوات مجتمعة في شخص واحد، ومن هذه الرموز، مثلاً:
*شخصية محمود: وتمثل هذه الشخصية؛ بطل الرواية، وهي عدة شخصيات في ذات واحدة، وقد أشارة لها الكاتب في جملة (أن هاجر شهدت جميع تحولاته) ويعني بها تمثل هذه الشخصية البطل، الذي قضى على جميع خرافات البشر، بحثاً عن الخلود، فنرى شخصية محمود تارة وقد ضاع في البراري بسبب ملاحقته للأرنب المبقع، بحثاً عن الخلود، وتارة أخرى أن يوم ولادته شهدت القرية أحداثاً و أنباء سارّة، وفي هذا مشابهة لقصة النبي موسى وكيف تم انتشاله من النهر عندما وضع في سلة، كما أن زواج محمود من هاجر، يذكر بقصة زواج النبي إبراهيم من هاجر... وبتتابع التأويل فإن شخصية محمود ستحيلنا إلى شخصية النبي محمد، واسم محمود هو أحد أسماءه.. لذا فإن قتل محمود للأرنب البري المبقع، معناه أنه قد قضى على الخرافة وهو الوحيد الذي نجح في تحويل البشرية من الخرافة إلى دين التوحيد.
*شخصية شاهين: ابن محمود، هي خليفة لشخصية محمود التي تبحث عن الخلود، لكنه لا يرغب بالخلود، لأنه قد تحرر، حسب وصف الكاتب، بالخروج من الغلاف بعد أن شبهه بفرخ ينقر داخل الغلاف، لذلك نشاهد أن شخصية شاهين تمر بعدة تحولات، أبرزها التأمل والعزلة والصمت وهي بهذا تمثل بوذا، وكان شاهين يتأمل تحت شجرة التين التي تعتبر شجرة مقدسة لدى معتنقي هذه الديانة، كما يمثل الأرنب البري نفسه بكل سماته.
*الأرنب البري المبقع: يمثل هذا الحيوان دور الرسول الذي كلفه إله (القمر)، بحمل الرسالة ذات الشأن الخطير إلى بنو البشر لإعلامهم بسر خلود الإنسان حتى يبعث من جديد بعد موته، كحال القمر نفسه، الذي يموت ثم يُبعث من جديد، حسب الخرافات القديمة، وأن قتل محمود للأرنب هي عقوبة له لأنه حرف فحوى الرسالة إلى (كما أُفنى إلى الأبد عندما أموت، فأنتم كذلك ستموتون وتفنون إلى الأبد)، لذلك عاقبه القمر بأن رمى على الأرنب عصا اصابت شفته، والتي صرنا نراها بهذا الشق الواضح.. ثم ولى الأرنب مسرعا فرماه القمر بالعصا أيضاً، لذلك يجري بسرعة كبيرة، وهو بدوره قد رمى القمر أيضاً قبل أن يهرب فخدش وجه القمر، وهكذا صرنا نرى هذه الخدوش في وجه القمر، عند رؤيته متكاملاً. وعندما علم أهل القرية بأن الأرنب سلبهم سر الخلود، غضبوا عليه، لهذا فإن الصبي اذا بلغ سن النضوج واتخذ مكانه بين الرجال، يمنع من أكل لحمه ومن استخدام النار التي يطهى عليه لحمه ويُبعد عن القرية.......
إن المغزى من ذكر الأرنب المبقع في الرواية، هو أن كل فرد في القرية، هو رسول خائن، والضحية محمود لأنه ركض خلف الأرنب، بحثاً عن الخلود المسلوب وقتل الرسول الذي خان أمانة الإله، وأن صفة (المبقع) هي ليست نوع الأرنب وانما التغير الذي يطرأ على فراء الأرنب في فصل الخريف، وهذه إشارة إلى أن أهل القرية نصبوا الفخ لمحمود للتخلص منه، لأنهم على علم تام بأن الأرانب يقل نشاطها في هذا الفصل، علما بأن نشاط الأرنب يبدأ من الفجر حتى المساء، وهو مطابق تماماً لما ذكر في الرواية.
*الحمار: شخصية رمزية، جاسوس مطيع لحاكم معين أو لشخصية سياسية تملك زمام الأمور، لأن للحمار قدرة على حفظ طريق العودة ذهاباً وإياباً بلا مرشد. ومحاولة قتل الحمار هي دعوة صريحة لإزالة القاعدة الأساسية للهرم الذي بنى عليها الحاكم قواه، فبقتله ستتهاوى سلطته ويفنى وحده، لأن الحمار له القدرة على حمل الأثقال، وهذا ما حاول الكاتب الإشارة إليه بهذا الرمز.  
*يوم الأربعاء: اليوم المقدس لأصحاب الديانة الإيزيدية، وفيه إشارة إلى تعذيب شخصية معينة والاحتفال بانتصار قوتهم على الضعيف.
*خرير ماء البئر وكل أنواع الأصوات التي ذكرت: هي رموز تشير إلى الديانة البوذية التي تعتمد على التلقين.
*شجرة السدرة: هي شجرة مقدسة لدى المسلمين وثمة حديث نبوي يشير إلى قدسية هذه الشجرة، وبأن أعمال الخلق بخيرها وشرها، ستعلق عليها وتعرض على الإله يوم القيامة، لذلك أجتثها شاهين لأن لا فائدة من كل الأعمال.
*حلاب: شخصية سياسية، هي المهيمنة والمسيطرة على الوضع وتملك الضوء وحدها، فيما يعيش الآخرون في ظلام، إشارة إلى عمى التفكير وعدم معرفة أهل القرية لما يجري حولهم، لأنهم يعيشون في ظلام دامس.  
*المسمار: هو رمز لأشد وسائل التعذيب وأبشعها، وهو إشارة إلى الحاكم آنذاك، والذي يستخدمها كوسيلة لصلب العبيد بها، ويزهو بانتصاراته، لذلك اقترن هذا الرمز بقصص تعذيب كثيرة، كان أبطالها مسامير، وأشهرها قصة صلب المسيح، ودق مسمامير في كفيه لتثبيته على الصليب.
*الثور: شخصية ضعيفة لا قوة لها سوى حجمها الذي لا يغني عن شيء، يظن أهل القرية بأنه سيحميهم إن داهمهم الخطر.
*الختان: إشارة إلى طقوس الديانة اليهودية التي تعتمد على التشهير بالأعمال وتمسكهم بالوصايا في أسفار التوراة.
*أخرى: في رأيي أيضاً، أن القطة إشارة إلى حرب قادمة، والكلب شرار رسول خائن.. وهكذا ثمة شخصيات أخرى تستحق التوقف عندها وتأملها، وقد فعلت ذلك مع نفسي أثناء القراءة، ودونت ملاحظات، لم أحبذ إرفاقها هنا، وآثرت تركها لتأمل القارئ، ومنها على سبيل المثال: شخصيات عزيزة وعواد وصابر وعبدالمجيد وعالية ومسعود وغيرها...


أما أهم الرسائل المضمنة في هذه الرواية، كما أعتقد، فهي:
1ـــ أن داء الروح هو الجسد الذي يحتويها وليس العكس.
2ـــ كل الأديان زائلة، ولن يتبقى منها سوى آثار معابدها وطقوس لا تمت للدين بأية صلة.. بل هي صناعة بشرية.
3ـــ ان الطبيعة لن تولد شيئاً جديداً لأنها تفتقر  القدرة على الانتصاب.. أي أنها لا تحتوي على روح.
4ـــ لا يملك الإنسان (الرجل) سوى صوت الضحك ولا يملك الإنسان (المرأة) سوى صوت حفيف الرداء.
5ـــ إن هذه الحياة مهزلة وان نقطة بدايتها ونهايتها واحدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مراجع:الفلكلور في العهد القديم/ الرسالة المحرمة، جيمس فرايزر/ الغصن الذهبي، الفصول: 5 و9 و18 و26 و28 و58/موسوعة ميثولوجيا وأساطير الشعوب، حسن نعمة/موسوعة الأساطير والرموز الفرعونية، روبير جاك تيبو/الويكيبيديا.
**سما العبيدي: كاتبة من العراق. 

13‏/10‏/2017

حسن مطلك عائداً في «الكتابة وقوفاً» - صحيفة الحياة

العراقي حسن مطلك عائداً في «الكتابة وقوفاً»

بيروت ـــ "الحياة"
«الكتابة وقوفا- تأملات في فن الرواية» كتاب صدر عن دار مداد في دبي، ويضم مقالات للكاتب العراقي الراحل حسن مطلك جمعها وقدم لها الكاتب والأكاديمي محسن الرملي. والمقالات غاية في الأهمية نظراً الى مرجعيتها النقدية وعمقها الثقافي والمعرفي وبعضها لم يتسن للكاتب ان ينهيها. ومن عناوينها: الوعي بالكتابة، الأسئلة الروائية ، المكان في الرواية، مشكلات الزمن في النص، الشخصية والراوي، الشكل، القراءة، الواقعي والخيالي، الواقعية المطلقة، قوة الأدب: مشروع بحث عن أدب جديد...
وجاء في المقدمة الشاملة التي كتبها شقيقه محسن الرملي والتي تعد خير مرجع لقراءة تجربة مطلك: «هذا هو حسن مطلك، لا تكفي عبارة: كاتب جاد أو كاتب حقيقي لوصفه... لأن الكتابة بالنسبة إليه هي فعل حياة كالتنفس، ومعنى وجودي لا يمكن فصله عن حياته ذاتها(...). لم أعرف مثل حسن مطلك كاتباً يُكثر من تمزيق وإعادة كتابة وخلق نصوصه، دائب التفكير والعمل فيها بلا كَلل ولا مَلل. كان كُله، بمجمله مع كل نصوصه، بمثابة ورشة حقيقية متحركة، يتحدث عن نصوصه ونصوص غيره كما يتحدث عن نفسه، يأخذ مقاطع من نصوص سابقة له ليدمجها في نصوص لاحقة، يترك الكتابة عن فكرة في منتصف الكتابة واعداً بالعودة إليها وينتقل للكتابة عن أفكار أخرى... وهكذا. من هنا تأتي صعوبة تحرير المخطوطات التي تركها غير منتهية، وتنتابنا الحيرة في أي من الصيغ العديدة سنعتمد! وعليه فقد تركنا بعض المقاطع المكررة على حالها في أكثر من سياق. يضع لنفسه مخططاً يعدله أكثر من مرة ويتنقل بالكتابة لفقرات من هذا المخطط، ففَصَّل ببعضها كقضيتي (الزمان) و (المكان) وأخرى وضع فقرات منها، فيما دوّن ملاحظات متفرقة عن أخرى، كما أنه لا يقوم بالتنصيص ووضع المراجع لبعض المقولات دائماً، لأنه يكتبها من ذاكرته كونها صارت جزءاً من تفكيره، عدا أنه غير ملزم بذلك مادام لا يقصد كتابة بحث أكاديمي بقدر ما يهمة التركيز على الإجابة عن الأسئلة التي تؤرقه».
بدأ حسن مطلك بكتابة هذا الكتاب في تموز(يوليو) 1988 حال انتهائه من روايته (دابادا)، أي حين كان عمره 27 سنة ولم ينهه، لأن حياته قد انتهت بعد عامين تماماً، فقد تم إعدامه شنقاً في 18 تموز1990، وبلا شك فإن تجربته في كتابة (دابادا)، والتي أعادها خمس مرات، هي التي دفعته لإعادة فتح الأسئلة المتعلقة بالأدب عموماً وبالرواية على وجه الخصوص؛ «إنني أتوخى أن أصل إلى علم للرواية من خلال فهم تفاصيلها. متى وكيف ولماذا عليّ أن أستخدم هذه الجُملة وقياساً إلى أي زمن؟ … لأن فهم العملية الزمنية بشقها الموضوعي هو أحد أسرار الرواية». فكان يدوّن أفكاره ويقرأ ويعيد تدوين ويناقش أفكار غيره، بالتوازي مع مواصلته كتابة نصوصه اللاحقة ومنها روايته (قوة الضحك في أورا). لم يكن يشغله أمر النشر بقدر ما كان يشغله الصدق مع النفس ومع الكتابة.
كل ما أنجزه حسن مطلك من كتابة، كان على مدى عشرة أعوام فقط، من 1980 وإلى 1990، وأثناء تدوينه هذا الكتاب، خلال العامين الأخيرين من حياته، كان قلقاً حيال العَشرة أعوام القادمة، مهموماً بميدانه الذي هو الأدب وهو يرى التطورات المتسارعة في الميادين الأخرى وبخاصة العلمية، فيقول: «... فماذا أعددنا (نحن) لعام 2000 بالضبط؟». وأنا بدوري عادة ما أتساءل: ترى ما الذي كان سينجزه حسن مطلك لو أنه عاش عشرة أعوام أخرى؟
يبدو ما دونه هنا بمثابة مدخل لما كان يأمل التأسيس له، والذي كان يحدثنا عنه كثيراً ويطلق عليه مصطلح (الواقعية المُطلَقَة) حيث نجد، في نهاية هذا الكتاب، شروعاً لدخوله إلى هذا الطرح فيعلن عما سماه: «مشروع لبيان فردي ضد مناهج القرن التاسع عشر الأدبية». وحتماً إنه كان يعني بطرحه وانشغالاته الرواية الجادة والحداثوية العالية فنياً وفكرياً، وليست الروايات السائدة الآن التي تضع كل همها في الحكاية من دون اعتبارات مهمة للجوانب الفنية والفكرية بحيث صارت في أسلوبها تقترب من لغة الحكي اليومي ولا تختلف عن بعضها كثيراً فيه، ولا عن اللغة الصحافية التقليدية.
يُسمي حسن مطلك ما قام به هنا: «تأملات» عن وعي وإدراك، فيقول: «إني لأرجو أن تكون تأملاتي قابلة للدحض، مع ذلك لن أرفض التأييد». وهي تأملات تستحق منا تأملها بكل جدية وطرحها للنقاش، ومن سمات التأمل إعادة تقليب الفكرة على وجوه عدة، تغيير التسميات، تعزيز الشك وحتى تجريب الوقوع في التناقض أحياناً. إن هذا النص يشبه الاستماع إلى حسن مطلك وهو يفكر بصوت عالٍ، كما يمكن قراءته كنص أدبي بحد ذاته والتمتع به وبلغته من هذا الباب، نص روائي يسرد حكاية وصراع وتفكير داخل جمجمة كاتب روائي، ويمنح فرصة الاطلاع والتلصص على ما يدور في رأسه، ننفذ من خلاله إلى أعماق تفكير شخصيته الرئيسية التي هي شخصية كاتب اسمه حسن مطلك. إنها (رواية تفكير) مدوَّنة بكل صدقها وقلقها وعمقها، بلغة أدبية وبتقنية يتطابق شكلها مع مضمونها.(...).
انطلق حسن مطلك في كتابه هذا من طرحه على نفسه جملة من الأسئلة المباشرة، دَوّنها على النحو التالي: «ما هي الكتابة النثرية؟ لماذا نكتب؟ مَن هو الكاتب الحقيقي؟ ما هو النص؟ ما هو النص المزدوج؟ ما جدوى الكتابة الأدبية؟ كيف يمكن الربط الإدراكي بين الحياة في النص والحياة كما هي؟ لمن نكتُب؟ من القارئ؟ ما الـــقراءة؟». ثم وصـــف ما تلاها بأنه «مشروع إجابة عن الأسئلة» ابتدأها بوضع عناوين أفكار وخطوط عريضة أو ما سماها «تكوين مفاهيم خاصة» (...).
---------------------------------------
*نشرت في صحيفة (الحياة) بتاريخ 13/10/2017 العدد 19915 بيروت

-

19‏/05‏/2017

الكتابة وقوفاً / حسن مطلك

الكتابة وقوفاً
تأملات في فن الرواية
حسن مطلك
*مقاطع من كتاب (الكتابة وقوفاً). نشرت في مجلة (بيت السرد)، مايو 2016، العدد 060. مجلة فصلية تعنى بشؤون السرد القصصي، يصدرها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.

04‏/02‏/2017

سياه/ نويسنده: حسن مطلگ/ مترجم: مریم حیدری

قصة (أسـود) لـ حسن مطلك (بالفارسية) ترجمة: مريم حيدري
سـياه
نویسنده: حسن مطلگ*
مترجم: مریم حیدری
(پله‌‌ها در فضا تمام می‌شوند.) شنیدم زیر پای مرد‌ها جیرجیر می‌کنند. توانستم بشمارم‌شان؛ ده‌تا بودند. صدای پا و جیرجیر هنوز می‌آمد و آن‌‌ها می‌رفتند؛ چهارتا، هفت‌تا و چندتای دیگر هم. (یکی از آن‌‌ها پایین ‌آمد) اسم‌های‌شان را یاد گرفته‌ام؛ نه به خاطر این‌که روی پله‌‌ها می‌رفتند و می‌آمدند، آن‌‌ها خودشان را بدون هیچ خجالتی به اسم صدا می‌کردند. هر روز اسم‌‌های جدیدی به گوشم می‌خورد. (این را از رفتار مورچه‌‌های توی سوراخ یاد گرفتم، یکی از مورچه‌‌ها می‌آمد مژده‌ی یک دانه را می‌داد و بقیه روی اثر پایش می‌رفتند تا به دانه می‌رسیدند، مثل پسری که توی جنگل گم شده و پیراهنش را تکه تکه می‌کرد و می‌بست به شاخه‌‌ها تا به برکه می‌رسید.)
پدرم توی اتاق بالایی خانه زندگی (می‌کرد). چه چیزی باعث می‌شد این پا‌ها بالا بروند، بروند به سمتش، آن بالا؟ نشنیدم فریاد بزند. چه چیزی او را ساکت کرد و از لانه‌اش آورد پایین؟ (او) عاشق این بود که شب‌‌ها وقتی مست برمی‌گشتم خانه، من را سین جیم کند. البته خودش این‌طور تصور می‌کرد. در کمال ادب در برابر عظمتش می‌ایستادم، و در برابر سر تراشیده‌ای که در ظلمتی ابدی ناپدید شده بود؛ پنجره‌‌ها را با گچ بسته بود و ده سال می‌شد که روی یک صندلی می‌نشست (نه غذایی می‌خورد، نه آبی، و نه می‌خوابید) فقط فریاد می‌کشید و ستون‌‌های خانه را می‌لرزاند. صدایش که به گوشم می‌رسید، دیگر نمی‌توانستم نفس بکشم، روی انگشتان پاهایم از پله‌‌ها می‌رفتم بالا تا در برابر سر تراشیده‌ی ناپدید در ظلمتش حضور یابم. تمام این ده سال از او چیزی ندیدم، فقط سفیدی مثل گچ روی پیشانی‌اش و اشک درخشان در چشم‌‌های تاریکش که مثل چشم‌‌های یک بتِ سومری بودند. هر بار نزدیک بود بروم و عظمتش را با تمام خشوع لمس کنم، انگار به طور خیلی مبهمی من را به خودش نزدیک می‌کرد و باعث می‌شد به او احساس نیاز بکنم. (نیاز به نشستن در حال زوالش، فریادهایش، بزرگی‌اش، قدرتش، بویش –که مثل یک باران پس از خشک‌سالی بود- منزلت والایش در دلم و اشارت‌‌های روحش در هوا). در حالی که قهوه‌اش را جلویش می‌گذاشتم، به گوشه‌ی میز دست می‌کشیدم و می‌رفتم. ساعت چهار صبح صدایم می‌کرد و می‌رفتم به جای فنجان دیروز، فنجان دیگری می‌گذاشتم. می‌دیدم هیچ چیز از توی فنجان کم نمی‌شد، فقط آن مقداری که توی فضای اتاق تبخیر شده بود؛ (فضایی تاریک و بدون سقف). عادت سیگار کشیدن با پیپ را ترک کرده بود و به جای آن عادت کرده بود فریاد بکشد، با صدایی پر از دود. خدایا! آن دو غاری که زیر پیشانی گچی‌اش بود، به من زل می‌زدند، به لب‌هایم، آن‌قدر که من فلج می‌شدم و نمی‌دانستم چه‌طور جواب تهمت‌هایش را بدهم، فقط سرم را تکان می‌دادم. می‌دانستم که سر تکان دادن گاهی به معنای موافقت است. یک ساعت تمام می‌مردم و به طرف پاهایش می‌خزیدم که آن‌‌ها را لمس کنم ولی پیدای‌شان نمی‌کردم. همان‌طور که حتی پایه‌‌های صندلی را نمی‌توانستم پیدا کنم. با خودم می‌گفتم پیشانی‌ گچی‌اش خیلی از زمین فاصله دارد و آن دو سوراخ عمیق صورتم را نورانی می‌کنند و بعد لبخند می‌زدم (شاید) دوستم بدارد، به عنوان فرزندی سرگردان دوستم بدارد. برایش قسم خوردم که (دیگر هیچ وقت یواشکی سیگار نکشم، مشروب نخورم). من را برد نزدیک آن دو سوراخ، شنیدم دهانم را بو می‌کند. بعد من را پرت کرد به طرف دیوار. چشمانم برق زدند. به من فحش داد و به خودش: پدر سگ. و من جرأت نکردم بگویم بوی توتون دارد از خودش می‌آید نه از من.
(داشت به برکه‌ای در کنار خانه اشاره می‌کرد تا از سلامت کرم‌‌ها و ماهی‌‌های سیاه کوچک مطمئن شود و همین‍‌طور به دیوار. دیواری بلند که هیچ ارتباطی به ما نداشت، بلند و دراز و بی‌نهایت؛ آن‌قدر قدیمی بود که حشرات قرمز توی آن لانه و به خاطر هوای شمالی تابستان سوراخ‌هایی نزدیک به زمین ایجاد کرده بودند. موریانه‌‌های سیاه. جلبک‌‌های کانی. لانه‌‌های پرندگان بدبختی که از آزمایشگاه‌‌ها فرار کرده بودند. روی گردن‌های‌شان لکه‌‌های مسی بود. چند سال پیش به من گفته بود توی این دیوار سوراخی بکَنم و اندازه‌ی سوراخ مورد نظر را هم با خاکستر اجاق برایم مشخص کرد. قبل از این که به اتاق تاریکش، روی پشتبام پناه ببرد، گفت: وقتی به سن بلوغ برسی، می‌توانی همه چیز را این‌جا پیدا کنی و هر چه را که می‌خواهی بدانی.) هر روز به من دستور می‌داد (حفاری را شروع کنم) من را کتک می‌زد تا سراغ دوستان ناباب نروم؛ پسر‌های خیابانی. من سه روز یا بیش‌تر از خانه فراری می‌شدم، اما دلم برای عصا و شوکتش تنگ می‌شد همان‌قدر که گاهی دلم هوای سایه‌‌های درختان فراموش شده‌ی کنار رودخانه را می‌کرد.
برمی‌گشتم پیشش، به صدای طوفانی‌اش و قامت بلندش که در هوای راکد گم می‌شد. وقتی با حرکت کف دست، بادی بلند می‌کرد و به عکس لرزان ماه در برکه اشاره می‌کرد، جلوی پاهایش می‌نشستم ولی به بالا و به خود ماه در آسمان نگاه می‌کردم، مثل رحمتی الهی و مثل شعری عاشقانه برای عشقی کشنده.
می‌دانستم که سر من داد کشیدن، از واجباتش بود، واجبات پدر مقدس، چون می‌توانست من را به دنیا نیاورد. می‌گفت: دوست دارد از من بدش بیاید ولی پدر نمی‌تواند فرزندش را دوست نداشته باشد. به خاطر همین لازم می‌دیدم به این عقیده‌اش احترام بگذارم. چه‌طور می‌شد سر آن‌‌ها داد نکشد و در برکه‌ی ماه نندازد تا ماهی‌‌های سیاه و حلزون‌‌های پا سوراخ به آن‌‌ها نوک نزنند؟
کم‌کم به روشنایی رسیدم. فقط با یک ضربه‌ی دیگر، کار تمام می‌شود. من دارم به هدف نزدیک می‌شوم. (همه چیز را خواهم یافت و هر چه را بخواهم، خواهم دانست.) یک ضربه‌ی دیگر، دیگر... دی‍... اشکالی ندارد، با این‌که روشنایی دارد دور می‌شود و اولین سوراخ علامت‌گذاری شده با خاکستر، حالا دهانه‌ی این نقب شده است، اما حتماً این دیوار یک پایانی دارد.
همسرم دید که دارم (وقت تلف می‌کنم)؛ از جای دوری صدایم کرد. صدایش از راه سوراخ نقب می‌آمد، از لبه‌ی کره‌ی زمین. صدایم می‌کرد تا هر روز حوادث زندگی و دنیای انسان‌‌ها را به اطلاعم برساند (الآن آخرین مد پیراهن‌، بدون آستین است) در حفره‌ی خودم می‌خندم، بر ضد همسرم می‌خندم، به خاطرش... همسر مهربانم! می‌گوید (تو داری خودت را توی یک قبر بدون مرز تلف می‌کنی) هر دفعه می‌گوید یک بچه به دنیا آورده و اسم مدرنی هم رویش گذاشته، مطابق با آخرین اختراعات (الآن شده‌اند نه‌تا) اسم‌های‌شان اشاره به مراحل تکامل تپانچه دارد. کوچک‌ترین‌شان (لیزر) را خیلی دوست دارم ولی چهره‌ای از او توی ذهنم نیست. در تاریکی حفره می‌ایستم، تحفه‌‌های سفالی را روی تاقچه‌‌های اجداد پیدا می‌کنم: مخفیگاه خاک زرد که در اصل چند استخوان آسیاب شده از کاسه‌ی زانوی پدربزرگ است، و استخوان‌‌های تو خالی انگشتان، پسِ گردنش به شکل یک جعبه و ظرف‌‌های پر از غله‌ی فسیل شده. نزدیک دهانه‌ی نقب، برای خودم حفره‌ای کندم تا در آن نان و شراب بخورم. از همسرم سراغ آفتاب را می‌گیرم، شگفت‌زده می‌شود؛ سراغ انسان‌‌ها را می‌گیرم، عصبانی می‌شود؛ بچه‌‌ها چه‌طور شدند نه‌تا؟ نه‌تا! از پدرم چه خبر؟ می‌رود چون بچه‌‌ها فریاد می‌کشند. من به غار خودم بازمی‌گردم و به کوبیدن ادامه می‌دهم.
صدای رعدآسایش را می‌شنیدم که به من می‌گفت تندتر و من تندتر می‌زدم. بعد از معاشرت با رفیق ناباب بازم می‌داشت.
آن‌جا، آن‌جا از هر جایی عمیق‌تر است. بویی باستانی از سوراخ‌ آتش‌فشان‌‌های خاموش و ویرانه‌‌های زلزله‌ بلند می‌شد و به من مژده‌ی برآمدن روزی نو را می‌داد. همسرم چه‌طور (گربه‌ی خانه را دید که از درخت کرچک به دار آویخته شده؟ نصف پایین بدنش توی سایه بود) -سایه یعنی چه؟ کدام سایه؟- (نصف پایین بدنش له و لورده شده بود و باد‌های قیلوله‌ایِ روزانه اندامش را خشک کرده بودند) -قیلوله‌ی روزانه یعنی چه؟- ( یکی آن را از گردنش به شاخه‌ی درخت آویزان کرده بود) _چه کسی آویزانش کرده بود؟.. یکی از آن‌ها!.. آن‌‌ها یعنی چه کسانی؟!ـ فکر کرد که من دارم شبیه یک میوه‌ی کهنه می‌شوم.
شعله‌ای از دهانه‌ی حفره آمد بیرون، ترسیدم و به طرف ته حفره فرار کردم. نتوانستم به کندن ادامه دهم. شش بار برای غذا صدایم کرد. گفت (گربه از گرسنگی مرد، و این یعنی اینکه دیگر نمی‌توانست بپرد، کسی آن را از شاخه‌ی درخت کرچک آویزان نکرد، گربه با میومیو راه‌انداختن می‌خواست پس‌مانده‌ی شیر خشک بچه‌‌ها را لیس بزند (شیر بچه‌ها) –شیر خشک؟!-
(پدر دستور داد توی برکه بپرم –چون آلوده بودم- ترسیدم کرم‌‌های سیاه کوچک بروند توی سوراخ‌‌های بدنم. آرزو کردم روی مخاط جلبک‌‌ها لیز بخورم و به این شکل طبیعت در برابر او سر تسلیم فرود بیاورد. به خاطر شفقت او گریه کردم. آرام به من گفت: ممنوع است. بعد فریاد کشید: ممنوووع. گریه کردم، ولی او انگشتان چوبی‌اش را کشید روی دیواره‌ی شکمم تا به زور من را بخنداند.) این چیزی است که به یاد می‌آورم. -خیلی جالب است: حفره‌ای که هم بزرگ‌تر بود، هم تنگ‌تر- دیدم داشتند می‌رفتند ساعت را خرد کنند و بعد با حرف زدن در مرد حرف‌‌های منقول دقیقه‌‌ها را ریز ریز می‌کردند. می‌دانستم که میز چهار پایه دارد. سابقاً این‌طوری بود. و هیچ‌کس نمی‌تواند به طور کامل از پا‌های چوبی بی‌نیاز باشد. یک ضربه، دو ضربه.. و بعد به هدف می‌رسم. همه چیز را به دست خواهم آورد. همه چیز را خواهم دانست. من شکست را نمی‌پذیرم. صدای‌شان را می‌شنوم. پاهای‌شان به سمت بزرگی پدر مقدسم بالا می‌روند. از وقتی کندن حفره را شروع کردم، صدایش آرام شده است. اعتراف می‌کنم که خارج از این‌جا هیچ چیز نیست. و اصلاً هیچ چیز به جز این حفره وجود ندارد. آن‌جا همسرم هست که به انتظار من، پشت سر بچه‌هایش ایستاده است، در فضایی که به بی‌نهایت می‌رسد و پدرم که با رحمت تکان‌دهنده‌اش بر همه اشراف دارد و سر تراشیده‌‌اش که در تاریکی ناپیدا می‍‌شود و چشم‌‌های گردی که مثل چشم‌‌های بتی سومری است.
هیچ اسمی را به رسمیت نمی‌شناسم، نه آن‌چه را که همسرم (تابستان) و (زمستان) می‌نامید و نه هیچ اسم دیگری را.
هدف دارد نزدیک می‌شود. صدای ضربه‌‌ها لحظه‌ی نزدیک رسیدن را به من الهام می‌کند: صدای زمختی که نشان می‌داد باد دارد پشت چیزی می‌لرزد. آن‌جا گنج را خواهم یافت. همسرم از در حفره صدایم کرد: (ده‌تا شدند. به مهربانی‌ات نیاز دارند. آموزش و تریبت می‌خواهند. کوچک‌تره کاربرد پاهایش را کشف کرده، به خاطر همین همیشه گریه می‌کند و نمی‌گذارد چشم‌هایم را روی هم بگذارم، با این‌که امروز یک بسته والیوم خوردم. –والیوم چیست؟!- خانه جارو برقی می‌خواهد، باید از مرد‌ها پذیرایی کرد، پله‌‌ها را باید مرمت کنیم) –کدام مردها؟! چرا از پله‌‌ها بالا می‌روند ولی پدرم قبول‌شان نمی‌کند؟- توی نور اندک روی سردرِ دور از حفره، اسامی کسانی را خواندم که ازدواج کردند، آن‌هایی که از بیماری نقرس مردند و کسانی که به خاطر پارانویا اخراج شدند. –پارانویا چیست؟!- با صدای خفه و دورش که از ناکجاآباد می‌آمد صدایم کرد (تو به سازمان آب و فاضلاب مدیونی، به قصاب مدیونی، به شرکت بیمه مدیونی، به چندتا از دوستانت مدیونی) –مدیون؟!- (برای جشن تولد خانم ایناس کارت دعوت فرستاده‌اند، چه‌قدر خوب! او فقط شمع پنجم را فوت ‌کرد، آن چهارتا را مهمان‌‌ها با شیرینی خوردند، فقط برای خندیدن، البته.) صدای پدرم همه‌ی این چیز‌ها را قطع کرد: (همه چیز را خواهی یافت.. همه چیز.. ‍مه چیز.) همان‌طور می‌زدم می‌زدم می‌زدم می‌زدم... تا این‌که کلنگ روی زمین سستی افتاد، در فضایی سیاه و آلوده.. و بوی‍(‍ش) بلند شد. دست کشیدم: لبه‌ی میز آن‌جا بود؛ فنجان قهوه که هیچ چیز از توی آن کم نشده، فقط مقداری که توی فضای اتاق تبخیر شده بود و بعد چشم‌‌های تاریکش که مثل چشم‌‌های بتی سومری بودند. با تمام هوایی که ذخیره کرده بودم و با هیجان مخزون در روحم فریاد کشیدم: پدر!! بالأخره پیدای‍َ(‍ت) کردم!
------------------------------------
*حسن مطلگ (1961-1990)، نویسندهٔ عراقی است که در نوجوانی توسط رژیم صدام حسین اعدام شد.

 تخطيط: حسن مطلك